مثلت التجارب الإدارية للمشاريع الناجحة إلهامًا ونموذجًا يحتذى بها للشركات الناشئة في السوق بشكل عام، وفي عالم المقاولات بشكل خاص، وعلى هذا الأساس تبرز عناوين كثيرة لهذا التميز والنجاح، ولعلنا في هذا المقال نختصر لك أهم أساسيات وخطوات النجاح في عالم إدارة المشاريع الصغيرة ..

بالطبع لا يخفى أن المشروع يبدأ من صاحبه وينتهي إليه، وهو صاحب القرار الأول والنهائي والمتحكم والمتصرف فيه، لذلك فالإشراف الذاتيّ على المشروع هو أولى الخطوات في سبيل الحضور والتواجد القويّ في السوق، وبه وبسببه تنضجّ الشركة، وينجز المشروع، وتصل الإدارة للغاية الرئيسية والمتمثلة بتنمية العمل، وقوة التنافس، وثقلّ الحضور أمام المنشآت والشركات الأخرى..
وعلى ذلك ‏فيجب على مدير المشروع وضع راتب شهري شخصي مدرج ضمن المصاريف الإدارية للمشروع، بحيث لا يخلُط ما بين المصاريف الشخصية مع مصاريف وإيرادات المشروع.. 

تأتي المرحلة الثانية في خطوات نجاح المشروع وهي في مراقبة ومتابعة سَندات القبض والصرف للمنشأة، ومعرفة الإيرادات والنفقات الخاصة بالمشروع ، وهذا يتطلب وجود نظامًا محاسبيًا يقوم عليه محاسب خاص بالمشروع -حتى لو كان دوامه جزئي- إذ أن نتيجة وجود محاسب للمشروع سيساعد على الحصول على المعلومات المحاسبية الدقيقة، وتتبع عمليات الإدخال والاخراج، وحسابات الدائنة والمدينة والفواتير، والمستحقات والدفعات ، والمراقبة المالية بشكل عام..

في المرحلة الثالثة يبرز لدى المدير الناجح أهميّة وحسن اختياراته لمنتجاته ومورديه، وحسن عرضه لألية عمله ومواعيد الإنجاز، والقيام بمهامه على الوجه المطلوب، وعلى ذلك فالمحافظة على الجودة العالية "كخدمة / ومنتج" هي من أساسيات المدير والمشروع الناجح، والاهتمام على أن يتطابق أدوات المشروع والخطة الموضوعة مع مُتطلبات المستهلك من حيث الشكل /  والنوع / والتصميم / والصلاحية / والضمان وذلك لأجل هدفّ كسب ثقة المستهلكة والمحافظة عليه، وقبل ذلك السّمعة الحسنة للشركة مستقبلاً ..

في المرحلة الرابعة تأتي أهمية الوصول لتسعير تنافسي للمشروع، " فالسعر هو القيمة الحقيقية لمحصلة العملية والنتيجة "، ومن خلاله يقيّم المستهلك مقدار احتياجاته وقدراته الشرائية، لذلك فالأفضلية هنا أن يكون المنتج ذا سعرٍ تنافسي، مع تحقيق هامش ربحي مناسب، ويتطلب ذلك عملية تسّعير محكمة، تأتي غالباً بعد دراسة (تكلفة المنتج والأدوات / والعدد والمدة المحددة للمشروع / وجودة المنتج والخدمة / وقدرة المستهلك / ودراسة المنافسين) ..

في المرحلة الخامسة من الإدارة الناجحة للمشروع، تبرز أهمية التطوير المستمر لمدير المشروع في مشروعه الخاص والقائم عليه، إذ عليه أن يتحمل المسؤولية بكل ثقلها، ويواجه المشاكل بكل ثبات وقوة ومثابرة، ويعمل لساعاتٍ طويلة دون تذمرٍ وكللّ، وعلى صاحب المشروع أن يكون ذا علاقةٍ واسعة ومؤثرة، ويحسن بناءَ علاقاتٍ مثمرة مع المنافسين والموردين، ‏وكذلك عليه أن يكون بارعًا في المهارات الإدارية: كالتخطيط / والتنظيم / والقيادة / والرقابة على العمل ، والتي ستساعده في إدارة عمله، وتخطي العقبات التي تواجهه، وامتلاكه المعرفه بجميع مراحل المشروع من بدايته حتى نهايته ..

ومن هذه النقطة ننتقل للمرحلة السادسة وهي الاهتمام بفريق العمل الخاص بالمشروع إذ أن من أهم أسباب فشل أي مشروع أو عمل هو في: وجود عامل غير مؤهل / أو غير مدرب أو لا يمتلك خبرة قياسية مما يؤدي لتقليل جودة العمل، وعدم الاهتمام بوضع وسلامة العاملين في المشروع، والمحصلة ستكون  حالة انخفاض التحفيز لديهم، وكل ذلك سيكون له تأثيراً سلبياً في المشروع كأرضية، وكعمل، وكسّمعة.. 
وعلى عكس ذلك فالإهتمام بوضع فريق العمل، والقائمين على المشروع بكل فئاتهم ومناصبهم سيكون مردوده ونتاجه إيجابيٌ للغاية، ويكفي حصول الولاء والضمير لدى العامل والموظف..
وعلى نفس المنوال، فمطالب من صاحب المشروع أن تكون علاقاته متميزة وقوية مع الموردين، إذا دائماً ما تحمل العلاقة بين صاحب المشروع "خصوصاً الصغيرة منها" مع المورد طابعاً شخصياً وصداقةً مفيدة للجانبين، مما يسهلّ الوصول لتفاهمات سريعة، وتسهيلات أسرع ..

في المرحلة السابعة، يحرص المدير الناجح على معرفة وتحليل نقاط القوة والضعف لمنشأته، ودراسة وضع السوق بشكل عام، ومعرفة اتجاهاته وفرصه القادمة والتحرك بناءًا على هذه التحاليل في مشروعاته ..
ويمكن الاستعانة في هذه المرحلة بمكاتب الاستشارات (المالية والإدارية والتسويقية) للتأكد من نجاح مشروعه وخططه من خلال التقييم السنوي ‏لسلامة سير مشاريعه..

في المرحلة الثامنة والأخيرة هي في إصدار القوائم المالية الخاصة بالمنشأة مع نهاية كل سنة مالية، إذ تعتبر القوائم المالية المؤشر الذي يحدد من خلاله النتائج التي حققها المشروع من ربح أو خسارة في فترة معينة ومحددة .